فارماجو- الدكتور سامر النجار
الاكتئاب اضطراب يصيب صحّة الإنسان النفسية والعقلية، ويؤثر على مشاعر الإنسان وطريقة تفكيره، وقد يمر في مراحل متعددة تزداد تعقيدا مع الزمن يكون أحد أسوأ نتائجها التفكير بالانتحار.
يحدث خلط أحيانا بين ما تسببه ضغوط العمل (مثل العاملين في الحقل الطبي) وتؤدي الى أزمات قلبية أو موت مفاجيء بسبب الإرهاق والتوتر وقلة ساعات النوم وبين الاكتئاب الحاد الذي يدفع صاحبه للانتحار بقرار ذاتي من الشخص نفسه.
من المفيد معرفة أن أدوية الاكتئاب تطورت بشكل سريع وأصبح علاج المرض أكثر سهولة من الماضي، لكن من الواجب أيضا التحذير أن بعض هذه الأدوية قد تسبب، مع الاستخدام المزمن والمفرط، ميول نحو الانتحار.
لذلك أجد من المفيد تقديم بعض النصائح في هذا الموضوع:
أولا ضرورة تعزيز الثقافة النفسية بأهمية استشارة الطبيب المختص عند ظهور أعراض الاكتئاب وعدم ترك المشكلة للزمن.
ثانيا تجنب استخدام مضادات الاكتئاب بدون استشارة الطبيب المختص أو تناول أدوية بمجرد نجاح استخدامها لدى حالات يعتقد المريض أنها مشابهة. فالعلاج قد يختلف من شخص الى اخر ويحتاج الى تعليمات دقيقة عند الاستخدام وعند التوقف.
ثالثا وهي نصيحة للقطاع الطبي حول أهمية اجراء فحوصات جينية للمرضى قبل الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية للتأكد من عدم وجود استعداد وراثي لدى المريض للدوافع الانتحارية، وهذا مطبق في بعض دول العالم
رابعا ان إقدام شخص على إنهاء حياته بقرار ذاتي هو أمر صادم ومروّع وأحيانا تكون تعقيداته النفسية اكبر من قدرة الناس على الاحتمال، لكن من المهم معرفة أنها ظاهرة موجودة حول العالم وليست ظاهرة غريبة، ومن المهم الإبقاء على مستوياتها في حدودها الدنيا.
خامسا ضرورة محاربة أي شخص أو جهة تقدم الانتحار او تروج له كقيمة نبيلة سامية تحت مسميات فلسفية مختلفة قد تتوافق مع حالات اكتئاب شديدة تجعل من قرار الانتحار أكثر سهولة