فارماجو – د. مالك السعدي
لم يكد السوق الصيدلاني الأردني يتعافى من جائحة كورونا إلا وظهر له جائحة أخرى وهي السوق الدوائي التركي الذي أصبح قاب قوسين او ادني من إيجاد قدم له في السوق الدوائي الأردني, مما يعني كارثة جديدة لأصحاب الصيدليات الذين يعيشون وكما يقال على كف عفريت.
لم أرى او اسمع بان هناك شخص واحد لا يحب الذهاب للاستجمام بالأجواء التركية ان كان في إسطنبول او غيرها من المدن والمحافظات الأخرى بغض النظر عن ألمده الزمنية التي قد يستغرقها الشخص منا في ذلك البلد .
إلا ان من يذهب الى هناك هذه الأيام فانه لا يرجع حاملا معه فقط الحلويات والملابس ذات الجودة العالية بل أصبح يحضر معه الأدوية ذات السعر المرتفع, وذلك لإحدى سببين, أحداهما انه قد احضر الدواء لشخص يخصه من الأهل والأقارب والمعارف والأصحاب, او انه احضره للتجارة حتى يعوض ما قام بصرفه أثناء رحلته هناك.
وقد ساهم عدد كبير من الصيادلة أصحاب الصيدليات في انتشار ظاهرة الأدوية التركية من خلال شرائه لهذه الأدوية من الأشخاص الذين يذهبون الى تركيا او من خلال ذهابهم لتركيا وشرائها مباشرة من هناك بأنفسهم خصوصا الأدوية غالية الثمن مثل أدوية الأمراض المزمنة .
للأسف الشديد لم نرى او نسمع بان الجمارك الأردنية في المطار قد شددت على منع دخول هذه الأدوية او قامت بمصادرتها, كما اننا لم نرى ان المؤسسة العامة للغذاء والدواء قد اتخذت قرارا بخصوص منع دخول هذه الأدوية .
كما ان نقابة الصيادلة لم تتحرك أيضا لمنع هذه الظاهرة ان كان من خلال تحركها باتجاه الجمارك للتشديد على التفتيش على من يقوموا بتهريب هذه الأدوية او من خلال متابعتهم للمؤسسة العامة للغذاء والدواء لإيجاد الطرق الكفيلة والمثلى لمنع دخول هذه الأدوية للسوق الأردني بالإضافة الى التفتيش على هذه الأدوية في الصيدليات العامة التي بدأ البعض من الصيادلة بوضعها على الرف في صيدليته.
ان تشديد الوضع على إدخال هذه الأدوية بأي طريقة كانت هو الحل الأمثل لانتعاش سوق الدواء الأردني من جديد, غير ذلك فنستطع القول ان السوق الدوائي سينهار بين لحظة وأخرى.
فالمتابع لوضع السوق الدوائي بدء يلاحظ ان شيكات العديد من أصحاب الصيدليات تزداد رجوعا, بل ان بعض الصيدليات المصنفة Aبدأت شيكاتها ترجع أيضا, وهذا مفاده دق ناقوس الخطر نحو الانهيار الشامل , وانه أصبح من واجبنا تسليط الضوء على هذه الظاهرة حتى نحد منها قدر المستطاع اليوم قبل الغد, غير ذلك فانه سيأتي اليوم الذي لن ينفع الندم
وفي النهاية فإننا نعلق الجرس على نقابة الصيادلة بان تتحرك وبقوة للحد من هذه الظاهرة لان من مسؤولياتها المحافظة على الوضع الصيدلاني واستقراره فاذا لم تكن نقابة الصيادلة لها فمن لها ؟؟.