رحلتي الى الانتخابات .. وعودتي الى بيتي "مهنة الصيدلة "

 

فارماجو – د. مالك السعدي

رغم انها لم تكن ببالي ولا بمخططاتي, الا انني اقحمت بها, خصوصا بعد مشاركة افراد العائلة وبعض الاصدقاء والزملاء الذين شجعوني وبناء عليه قررت خوض الانتخابات اللامركزية" مجلس المحافظة" عن الدائرة الخامسة في الزرقاء.

بدأت العملية تجري بانسياب وسهولة ويسر , لكن سرعان ما بدأت تظهر التحديات والتي كان اهمها الدعاية الانتخابية من حيث المطبوعات الورقية و اللافتات او اللوحات , مما دعاني الى الاضطرار لطباعة معظمها على حسابي الخاص.

الفتور الذي كان يصيب البعض, كان لا بد من تحريكه, الا ان قناعة الكثيريين من عدم جدوى الانتخابات كان له سبب كبير في عدم مشاركة العديد في الانتخابات , الا ان ضمانات الحكومة ربما جعل البعض يتشجع للمشلركة في الانتخابات, وهذا ما لم يحصل ونتائج التصويت اكدت على ذلك.

اعتمدت في حملتي على ابناء عائلتي بشكل كبير حيث اعتبرتهم العزوة لي في هذه الانتخابات, الا انهم ورغم ضعفهم وقلت خبرتهم في الانتخابات فقد بذلوا مجهود كبير لا يستطيع احد القيام به, فكانوا خير من حمل الرسالة وادوا الامانة , فكانوا خير عزوة وصحبة افتخر بها خلال هذه الحملة الانتخابية فقد قدموا الغالي والرخيص.

كما اعتمدت بشكل كبير ايضا على الحزب الذي انتمي اليه وهو حزب جبهة العمل الاسلامي في الزرقاء من خلال اللجنة المركزية للانتخابات التي ادارت الانتخابات بكل خبرة واحترافية.

منذ بداية الحملة كنت مؤمن بان الفوز من نصيبي وانه لا ينافسني في المنطقة التي نزلت بها لخوض الانتخابات احد, كونها منطقتي ( منطقة عملي وسكني ومعارفي ومنطقة قوة الحزب الذي نزلت باسمه في الانتخابات, بالاضافة الى عائلتي ) , فكنت اعمل دعايتي الانتخابية بكل ثقة , خصوصا ان احد الاعمدة القوية التي كنت اعتمد عليها وجود العدد الكبير من الصيدليات التي ولللاسف لم تقم بالدعم المطلوب الا القليل منها.

الصدمة بالنسبة لي كانت عندما التقيت باحدهم قبل موعد الانتخابات بعدة ايام وعمل معي لقاء صحفي وقال لي بان هناك معادلة وبناء عليها ممكن ان تفوز وممكن ان لا تفوز, اما اركان المعادلة فهي ان فاز المرشح لمركز رئيس البلدية المهندس علي ابو السكر فسوف تخسر لانهم سيعملون على ارضاء بقية الكتل المترشحه , وان خسر المهندس علي ابوالسكر فانك ستفوز, اما سر ربط ابو السكر بي فلانني نازل انا واياه بنفس الكتلة وهي " كتلة الاصلاح" وهو رئيسها.

ظهرت النتائج ونجح ابوالسكر والحمد لله وخسرت وفاز في الانتخابات اللامركزية التي كنت مترشح عنها احد المترشحين مع قائمة المومني وفاز بالمركز الثاني احد المترشحين مع الغويري, وبذلك خرجت من المولد بلا حمص كما يقول المثل.

لم ازعل او احزن لرسوبي لانهم اعلموني بالتقسيمة والتوليفه مسبقا, كما اكدوا لي بعد فوات الاوان ( اي قبل ان افكر بقبول الترشح) هذه المعادلة والتي تدل على انه لا يوجد انتخابات حقيقية او نزيهة انما هي معادلات يرضون فيها فلان او علان من العلائلات, وكان العائلات غير الكبيرة او التي لا يوجد لها سند لا وجود له في هذا البلد.

فرحت كثير بفوز رئيس كتلتنا المهندس علي ابوالسكر برئاسة بلدية الزرقاء رغم كل ما تم الكيد له من محاولات فاشلة, حيث استطيع القول ان المعظم كان في صف واحد وخندق واحد لافشاله واسقاطه.

الا ان هناك فئة قليلة امنت بالاصلاح وامنت بالفكرة , وارادت ان تقول كفى للفساد والظلم وان دور الاصلاح والتغيير قد حان , فأعزها الله ونصرها وثبت خطاها ونجحت رغم كل الخطط التي كانت تسعى الى الافشال.

بعد التعرف على امور كثيرة في هذه الانتخابات الي تختلف اختلافا تاما عن انتخاباتنا انتخابات الصيادلة ايقنت يقينا تاما انه لا راحه لنا نحن الصيادلة الا في بيتنا الا وهو البيت الصيدلاني, مهنتنا التي مهما حاربنا من اجلها فلا بد من التصليح والاصلاح فيها , واننا نستطيع وقادرون على تحقيق ذلك, لانه لا يوجد صيدلاني عاقل يسعى الى افساد المهنة مهما كان .

واخيرا اقول, عدت الى مهنتي بعد غياب دام شهر ونصف تقريبا , وان شاء الله العود احمد .

واسمحوا لي في النهاية التقدم بالتهنئة والتبريك لكل الزملاء الذين وفقهم الله ونجحوا في الانتخابات ان كان على مستوى الانتخابات اللامركزية او البلدية , او من تم تعيينهم مثل زميلتنا الدكتوره شادية نصراوي.

 

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق (سيتم مراجعة التعليق خلال 48 ساعة)

 
 
 

التعليقات