فارماجو – د. معين الشريف
وجه الشعب التونسي يوم الاحد صفعة قوية للأحزاب و الحركات الكبرى و للسياسيين التقليدين في تونس ، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر تصدر مرشحي حركة نداء تونس و حركة النهضة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تونس لما تمثله هاتان الحركتان من قوة و تمثيل داخل مؤسسات الدولة.
فإن الشعب التونسي قلب الطاولة على الحركتين و خسر مرشحاهما الجولة الأولى و انتقل للجولة الثانية مرشحان مغموران و لا ينتميان للمدارس الحزبية الكبيرة في تونس ، حتى الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي حصل على نتيجة متواضعة جداً.
الحالة التونسية تؤكد الوعي الذي وصل اليه الناخب التونسي ، فقد خرج من حالة الاستقطاب التي تحرك العملية الانتخابية في كافة دول العالم و فكر خارج صندوق السياسيين التقليدين بل و عاقبهم بان صوت لمرشحين من غير الطبقة التقليدية التي أمسكت زمام الحكم في تونس منذ عام ٢٠١١.
حقيقة ان هذه التجربة ملهمة لأبعد حد و هذا ما جعلني اطرح التساؤل حول إمكانية تطبيق هذه الممارسة في انتخابات نقابة الصيادلة القادمة ، فالوضع يشابه تماماً الحالة التونسية ، هناك طبقة مرتبطة بتيارين تحديداً هي من يدير المشهد ، يختلفون أحياناً و يتفقون في احيان كثيرة و في كلا الحالتين الشعار ( ما احنا دافنينه سوا).
هذه الحالة من الاستقطاب جعلت من الصعب لأي مجموعه ان تخترق هذين التيارين ، لان اي تيار ثالث سيتم وأد مشروعه و بالاتفاق الضمني بين طرفي المعادلة و بسبب غياب الحالة المتقدمة من الوعي للهيئة العامة التي تجد نفسها تحت ضغوطات مختلفة لاختيار احد طريقين و عدم التفكير بسلوك طريق ثالث.
منذ ١٥ عاماً و المهنة تعاني و النقابة تزداد ضعفاً و يقل تأثيرها في محيط المهنة و عنوان مجالس النقابة موزعه نقيباً و غالبية أعضائها بين تيارين رغم بعض المحاولات الخجولة و التي لم تنجح الا بتوافق مع احد التيارين.
دعونا نجرب التجربة التونسية سواء بالنقيب او حتى بالأعضاء ، دعونا نشجع الكثير من الزملاء من خارج التيارات التقليدية لخوض غمار الانتخابات، بدأنا نسمع بما يسمى بالمسار الثالث.
فلنشجع هذا المسار و ندعم مرشحيه و لندعم اي مسار أخر خارج الإطار المصلحي الضيق للدولة العميقة في نقابتنا، دعونا نفتت المحرك العميق الذي يتحكم بكل صغيرة و كبيرة في نقابتنا و مهنتنا.
دعونا نحاول ، فقد ننجح .