فارماجو – د. بسام عبد الرحيم
( السادة :
- مبتكروا الأدوية ...
- مصنعوا الأدوية...
- السلطات الصحية ...
- اللجان الإقتصادية في مجالس النواب ...
- نقابات الصيادلة ....)
------------------------
كيف تنظر كل جهة من الجهات أعلاه الى الدواء؟
أولا :الشركات التي تبتكر أدوية جديدة أو تبحث عن "استعمالات جديدة" لدواء موجود :-
١- الدواء مجال لاشباع النهم العلمي في البحث والتطوير .
٢- الدواء " سلعة تجارية " ستغطي عند تسويقها مصاريف الأبحاث (التي تتجاوز في بعض الأحيان نصف مليار دولار ) و الإيرادات المتحققة ستتكفل بتمويل أبحاث جديدة .
٣- نظرة إنسانية لعلاج الإنسان والتخفيف عنه في حالات المرض وتحسين نوعية حياته .
ثانيا : الشركات المصنعة للدواء :-
١- الدواء منتج مطلوب كأي سلعة تصنع لسد حاجات الناس . وهو استثمار يدر دخلا لصاحب الاستثمار ويوفر فرص عمل .
٢- الدواء سلعة حساسة يجب ضمان جودتها من حيث انشاء معادلات دقيقة لتصنيعها بما يحقق سلامتها وفعاليتها، كما يجب انتاجها تحت شروط صارمة من ممارسة التصنيع الدوائي الجيد وسلسلة التخزين الجيد والنقل الذي يضمن سلامتها . كما يجب توفير رقابة على النوعية، منظمة ومدربة لفحص الأدوية المنتجة وتأكيد فعاليتها وسلامتها طيلة حياة تلك المستحضرات .
ثالثا :السلطات الصحية :-
١- الدواء منتج حياتي للمواطن لذلك نسعى الى التأمين الصحي الشامل للمواطنين وإلى عدم فرض أي ضرائب أو رسوم على الدواء لكي يستطيع المواطن الحصول على علاجه بثمن معقول مع تقديم دعم مالي للدواء من الدولة .
٢- الدواء سلعة تجارية لها ثمن ويترتب عليها كلف كبيرة لتوفيرها بشكل فعال وآمن للسوق الخاص . لذا فإن علينا أن نضمن استمرارية توفر الدواء بالسوق ، وعليه يجب ضمان دخل مناسب للمتعاملين مع الدواء ليس أقل من مداخيل مثلائهم من مصنعي ومستوردي و بائعي المستحضرات واللوازم والمواد والخدمات الأخرى . ذلك الدخل الذي يجب أن يضمن للمتعاملين مع الدواء حياة كريمة في ظل درجة الغلاء والتضخم في البلد. كما يجب وضع الأسس بما يضمن خفض فاتورة العلاج على المواطن دون المساس بمداخيل المتعاملين مع الأدوية .
رابعا : اللجان الإقتصادية في مجالس النواب :-
١- الدواء بالنسبة لنا "كإقتصاديين" هو سلعة مثله مثل غيره من السلع ولسنا معنيين بأي بعد شعبوي او عاطفي بسبب حساسية هذه السلعة او تلك . واجبنا العمل على تحفيز الإقتصاد وتوفير الدعم الكامل للمصنع والمستورد و بائع الجملة وبائع المفرق . كما يجب سن وتعديل القوانين التي تمكنهم من تصدير منتجاتهم لرفد البلد بالعملات الصعبة .
خامسا : نقابات الصيادلة :-
١- الدواء سلعة ضرورية وحساسة ويجب أن تقدم من الصيدلي للمريض مع الشرح الكامل عن الدواء بما أصبح يعرف الرعاية الصيدلانية .
٢- الدواء سلعة تجارية لها ثمن وعليها كلف عالية يتكبدها الصيدلي . والنقابة تسعى الى توفير دخل للصيدلي يتناسب مع درجة غلاء مستلزمات حياته سواء كانت تلك المستلزمات موادا أو خدمات.
السؤال : مالذي سيحصل لو أن كل جهة من الجهات المذكورة لبست برنيطة جهة أخرى ؟
سأضرب مثلا على أحد تلك الجهات واترك للقارئ اقتراح امثلة على بقية الجهات :-
لو أن مبتكر الدواء لبس برنيطة غيره ونظر الى دوائه المبتكر على انه سلعة حياتية ويجب أن يباع بسعر رمزي . ما هي تبعات ذلك :-
١- عدم قدرة الباحثين على تمويل الأبحاث الضرورية للإنسان. وبالتالي حرمان المرضى من الأدوية المبتكرة والمتخصصة.
٢- نتيجة ذلك فإن الأوبئة ستجتاح العالم لعدم قدرة المضادات الحيوية القديمة على علاج التطور الذاتي للميكروبات . وستدفع الدول امولا تفوق تكاليف وربح المبتكرين بمئات الأضعاف وستخسر البشرية ملايين الضحايا .
٣- ستزيد معدلات دخول المستشفيات الى أضعاف المعدل الحالي ولسوف يدفع المواطن أضعاف مضاعفة عما يدفعه حاليا ثمنا للدواء.
٤- وقس على ماورد أعلاه ، مصائب لا حصر لها .